نصف الحقيقة ..يدمر الزواج
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الثقة هي الأساس الذى تبنى عليه كل علاقة، ولكن لكي يستطيع الأزواج الثقة أحدهما بالآخر فيجب عليهم عدم الالتزام بالصدق بنسبة مائة في المائة كما تقول دراسات حديثة حتى لو كان هذا القول يبدو متناقضا.
ووجدت دراسة لدى استطلاعها لاراء عينة عشوائية ،ان بعض المواقف يكون من الأفضل التزام الكتمان وعدم ذكر الحقيقة وربما تزييفها قليلا ، ذلك لأن الصراحة المطلقة يمكن أن تتسبب في تقويض مشاعر الثقة بأكثر من الحفاظ عليها، كما اوضح بعض الازواج.
وبحسب دروثي دويرنج وهي مستشارة في شئون الأزواج من مدينة كارست بألمانيا إن المطالبة بالتزام الصدق بنسبة مائة في المائة هي أحد الأوهام الشائعة عن الحب، كما أن الصراحة الكاملة ليست ممكنة أو مرغوبا فيها .
وغالبا ما يكون من الأفضل للعلاقة أن يحتفظ الشريك برأيه لنفسه، وتعد السيدات أفضل من الرجال في التعامل بشكل دبلوماسي مع أسئلة أزواجهن.
وتوضح كلوديا فيجانسكيه وهي إخصائية نفسية لشئون الأزواج بمدينة كولونيا أن العلاقة بين الأزواج تتعرض للخطر عندما يطلبون معرفة التفاصيل الدقيقة عن المجريات الرتيبة اليومية أو الاطلاع على الحوار الودي الذي يجرى مع الأصدقاء، أو الإصرار على الحصول على تقرير حول تاريخ الشريك قبل بدأ العلاقة.
ويضيف توم ديسبروك الذي يعمل معلما للأزواج في هامبورج أنه لا ينبغي الإفصاح عن التاريخ الكامل للشخص، وغالبا ما يكون الصمت المهذب وسيلة مسئولة للرد على الشريك الحساس الذي لا يستطيع أن يتواءم مع الحقيقة، ويكون الصمت من ذهب إذا كانت الصراحة الكاملة ستؤثر سلبا على أسس الثقة في العلاقة.
وتنصح دويرنج الأشخاص الذين يشعر شركائهم بالغيرة بعدم الإفصاح عن كل مقابلة بريئة لأن ذلك سيؤدي فقط إلى تغذية مشاعر الشك المزمن.
ويتعين بشكل خاص على الأزواج الذين يبدأون علاقة تنتهي بالزواج اتخاذ واجب الحذر لأنهم لا يعرفون بعد مناطق الحساسية لدى شركائهم في العلاقة، فمن الممكن أن يجرحوا مشاعرهم بشكل غير مقصود، كذلك عندما يدخل شخص ما في علاقة قصيرة الأجل يكون غالبا من الأفضل الاحتفاظ بسر هذه الزلة وعدم البوح بها وذلك لصالح مستقبل خال من المشكلات، فالثقة تتعرض للدمار في كثير من الأحايين بشكل يتعذر إصلاحه بسبب الاعتراف بالماضي .
ويختلف الخبراء حول ضرورة الالتزام بالصدق بالنسبة لحدوث علاقة سابقة، فالبعض يرى أنه من الأفضل التزام الصمت لصالح العلاقة على المدى البعيد، وعلى الجانب الآخر تدافع فيجانسكه استشارية الاسرة النفسية بقوة عن الصراحة وتشير إلى أن عدم الإخلاص ينبع عادة من مشكلة عميقة في الكذب في العلاقة
وتقول إذا ظل الماضي في طي الكتمان فستظل المشكلات قائمة ولن يتم تسويتها، فاعادة بناء علاقة صحية، تعتمد على المشاركة والصراحة وتفهم كل طرف للاخر .
وعندما يثير المذنب مشاعر الشك يحين وقت تصفية المشكلات وإلا فإن الشك سيلتهم بالتدريج كامل العلاقة، وتكون معظم الأكاذيب الصغيرة وأنصاف الحقائق غير ضارة مقارنة بالخداع، اما ديسبروك فيرى أن الأكاذيب تروى غالبا كوسيلة من وسائل الراحة لتجنب الشجار، فلماذا يقول المرء الحقيقة عن رأيه في تسريحة شعر صديقته عندما يمكن أن تحفظ كذبة بيضاء السلام وتكون الكذبة هي ما تود الشريكة سماعه .
وهناك دافع آخر للكذب يؤثر في الأشخاص الذين يرون أنفسهم بشكل سلبي، فهم يخشون أن ينظر الطرف الآخر في عيوبهم ويقابلهم بالرفض، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك أشخاصا يرون أن الشجار العلني بمثابة كارثة ومن ثم يتحاشونه.
وينصح ديسبروك أساسا الأزواج بالتمسك بآرائهم وعدم السعي بقوة للوصول إلى الموضوعية حتى لو كان هذا التمسك يمكن أن يؤدي إلى الاحتكاك مع الشريك، لأن التضحية بالصفات الفردية التي تميز الشخص يمكن أن تؤثر سلبا على هوية الإنسان وعلى العلاقة أيضا.
وسواء سعى الفرد جاهدا لتحقيق أعلى درجات الصراحة في إطار العلاقة أو تمسك بالحفاظ على حفنة أسرار فإنه من المهم تقبل المسئولية عن الأسلوب الذي سيتم اختياره.
ويقول ديسبروك أنه لا ينبغي عليك التفكير فقط في رغبتك في حماية شريكك من الحقيقة المزعجة ولكن الأمر يتعلق أيضا بقدرتك على التعامل مع رد الفعل.