هل الحب جائز ?

هل الحب جائز ?


الحب في الإسلام على خمسة أنواع،

كما قال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله :

إحدهما :
محبة الله، ولا تكفى وحدها لدخول الجنة، بل
لابد من العمل.

الثانى :
محبة ما يحب الله، وهذه هي التي تدخله في
الإسلام أو تخرجه منه.


الثالث :
الحب لله وفيه، وهي من لاوازم محبة ما يحب، ولا
تستقيم محبة ما يحب إلا فيه وله.


الرابع :
المحبة مع الله، وهي الشركية.

الخامس : المحبة الطبيعية، كمحبة الزوجة.

فالمحبة نوعان كما يلي:

النوع الأول :
المحبة المذمومة.
وأعظم أنواعها المحبة مع الله التي يسوي المحب فيها بين
محبتة لله ومحبتة للند الذي اتخذه من دونه.


النوع الثاني:
المحبة المحمودة :

مثل : محبة الله وحده، ومحبة ما احب الله، وهذه المحبة
هي أصل السعادة ورأسها والتي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها.


وهنا سؤال أستوقفني .......... هل الحب جائز ؟


الحب جائز في الإسلام،
ولكن له شروط وضوابط والدليل على جوازه ما يلي :


كان مغيث يمشي وراء زوجته بعد فراقها له، وقد صارت
أجنبية عنه ودموعه تسيل على خديه،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثاً؟

ثم قال لها: لو راجعته.
فقالت: أتأمرني؟
فقال : إنما أنا شافع
قالت : لا حاجة لي فيه.


يمكننامن خلال هذا الموضوع ان نضع شروط الحب الجائز في الاسلام وبإختصار شديد ..

1-أن يكون خالياً
من المخالفات الشرعية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.

2-ألا يلهي هذا الحب عن ذكر الله وعن الحب الأكبر
وهو لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

3-عليه كتمان حبه ولا يتعرض للمحبوبة بالذكر.

4-من الأفضل أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه ونفسه،

فيقول العلامة ابن القيم:

إنما الكلام في العشق العفيف، من الرجل الظريف،
الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله عز وجل.


5-عدم استخدام طرق شركية للوصول إلى المحبوبة مثل السحر.

وهذه اضافة اخرى ..

بالنسبة الى الحكم الشرعي للحُب و الذي هو
إنجذاب القلب بصورة غير إرادية نحو المحبوب من الجنس الآخر ،
و ما قد يرافقه من أنواع التمنيات و الآمال المُحللة شرعاً
كأن يتمنى الحبيب أن تصبح محبوبته شريكة حياته من خلال زواج شرعي ،
فهذا النوع من الحب جائز لا إشكال فيه إن توقف عند هذا الحد ،

و ما لم يتعدى الى النظر أو اللمس المُحرَّم ، أوالمحادثات المحرَّمة
.

و لعل الصحيح أن هذا النوع من الحُب ـ البريءمن الحرام ـ

ليس له مصداق في الواقع الخارجي إلا نادراً ،

ذلك لأن أغلب ما يجري بين الجنسين في العصر
الحاضر ليس من هذا القبيل ،


لكن ليس المقصود من قولنا هذا أن الإسلام يخالف
الحُب و يُحرِّمَه بصورة مطلقة ، و ذلك لأن الحُب في
واقعه أمر غريزي و فطري و آية من آيات الله المهمة ،

جعله الله عزَّ و جلَّ بين الجنسين سبباً لإستمرار النسل
البشري و استقراره الى الآخر لكن بالطرق المشروعة


قال الله عزَّ و جلَّ :{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ،

اذا هناك حُب مشروع:
الحُب المشروع الذي دعى إليه الإسلام هو الحب الصادق و الطاهر
الذي لا بُدَّ أن يكون بين الزوجين، و الذي إن حصل سيحول العش الزوجي إلى جنة تملؤها السعادة و الهناء.

الحب طبيعة فطرية في الانسان خلقها الله تعالي لتكون
رابطة بين الناس جميعا وبين المخلوقات الكونية كما في قوله تعالي:
( ِفطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )

ولكن الحب يمكن تصوره من زاويتين:::
الزاوية الأولي

الحب عبر التواصل والتعارف وهو أمر غير مقبول ومرفوض وذلك
لما يعتريه من غموض وقد يقع ما لايحمد عقباه لاسيما ما يعرف اليوم بالتعارف عبر الشات والمحادثات بانواعها المتخلفة


الزاوية الثانية

الحب الدي يؤدي الي العلاقة الزوجية هو امر محبب ومرغوب
فيه اعتمادا علي مقاصد الشريعة التي تدعو الي جلب المصلحة

والحب هناهو مصلحة شرعية تجمع بين المحبوبين علي رابطة مقدسة شرعية


أختم حديثي بكلمتين ارجو ان يعقلها الجميع:: :::::

اذا شعر أحد منك بالإنجذاب نحو الطرف الآخر
فلا تسمحوا لانفسكم بتلويث هذه الروح الجميله بالمحادثات بينكم
واعلموا ان المحادثات هذه ستكون أول عائق بينكم حفظكم الله
ادعو الله ان يجمعكم سويا تحت ستار شرع الله


الحب اذا كان خارج اطار الزواج ليس حبا
و المحب الحقيقي هو من يسرع لخطبة محبوبته
اما من يتلاعب بمشاعرها فهذا لا يحبها
كما ان ما ينشأ في الظلام لا يمكن ان يرى النور يوما ما

اذا كان بالفعل يحبها يسرع للزوج بها

ولنتذكر جميعنا أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه

ومن أراد أن يرضيه الله ويجمع بمحبوبه فليرضي الله ولا يفعل ما يغضبه مع هذا المحبوب

والزواج رزق من الله وجمعك بمحبوبك هو فضل من الله
ورزق الله وفضله ومنه لا يطلب بمعصية الله

وكم سمعنا من قصص شباب ملتزمين أحبوا بعضهم لكنهم تركوا التواصل مع بعض
ابتغاءً لمرضاة الله وربما افترقوا كل واحد في بلد ثم جمعهم الله من بعد الفراق
وجعلهم من نصيب بعض والله قادر على كل شيء وبيده كل شيء
والدعاء يرد القضاء وبالدعاء تنال كل شيء

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك فنحن نحبك يا الله