قــلــوب ذئــاب للإيـجـار !!
زعم أن قلبه الكبير لا يملأه حب ولا هيام ، فقلبه يتسع للجميع ،
يتسع لغبية وغبيتان وثلاث ، آسفة أقصد لعاشقة وعاشقتان وثلاث بل عشرة ،
فهو صاحب الإحساس المرهف والحنان المغدق والعاطفة المتوقدة ،
هو صاحب القلب الكبير ، ولذلك فهو يعرض قلبه للإيجار ..
زعم أن المحظوظة من تحظى بحنانه ، والسعيدة من تسعد بعاطفته ،
والمطمئنة من تطمئن بإحساسه ، وأسعد أولئك جميعاً ،
من حظيت بغرز مخالبه ونهش أنيابه !
ذئب بشري ، يصفونه بذلك أحيانا ، يستغرب من ذلك الوصف ،
ويرى نفسه ملكاً من ملوك الحب ، ( الحب الزائف طبعاً ) ،
وسيداً من سادات العشق ، وليس ذئباً من ذئاب البشرية ..
هو ذئب ، ولكن بأنياب لامعة ، ومخالب ناعمة ،
وعيون عسلية جميلة ، وصوت دافئ حنون ، وفرو كالحرير ،
والأهم من ذلك كله ، زعمه بأنه صاحب القلب الكبير ..
كل يوم يبحث عن ضحية جديدة ، ونظرة فابتسامة فموعد ولقاء ،
يمنيها بأماني السراب ، ويسجنها في حبال حب الخراب ،
( أنا مغرم بك ، أنا أفكر فيك ، أنا أريدك ولا أريد سواك ، أنتي الحنونة والعطوفة ،
أنتي نصفي الآخر وتوأم روحي ، كم سيكون طفلنا جميلاً بيننا وسأثق بتربيته لأنك أمه ... )
إلى آخر تلك الترهات ، يقسم لها بما شاءت ، يقسم لها بشرفه المفقود ،
وبحياته الفاسدة ، وبحبه الزائف ، وبقلبه القاسي المحروم ،
أما هي فقد تقاوم مرة وأخرى وثالثة ، ولكن ما توشك أن تقع في شباكه ،
وتُجَن بحبه وغرامه ، لتنضم إلى السجل المدنس المليء بأغبياء وحمقى قد وقعوا ضحايا !
بعد أن يوقع الضحية في حبه وغرامه وعشقه وهيامه ،
يبدأ بصنع شباكه الأكثر صعوبة وتعقيداً ، وما إن يصل إلى مبتغاه ،
فينهش نابه لحمها ، ويغرز مخالبه في جسدها ،
حتى يرميها إلى المزبلة التي رمى بها الضحايا من قبلها ،
ويصرخ لسان حاله بها قائلاً : يا غبية ، ما هو ذنبي إن كنتِ غبية ؟
إن كنتِ جدُ عاطفية ! إنت فتحتي لي أبواب الغرام ،
إنت صدقتي ما قلته من كلام ، إن كنت فارس أحلامك في المنام ؟
فمن هنا تبدأ تفاصيل القضية !
أنا رجل وأنتي امرأة وبيننا انجذاب ، ولا يسيء منا الأدب غير من أمن العقاب ،
فإن معي تكلمتي وابتسمتي وضحكتي وباب للشيطان فتحتي ، فسأجبرك على فتح كل باب !
ملكتكِ حتى أصبحتِ كثيرة التفكير ، أقنعتك بأني في هواكِ أسير ،
إلى أن وصلت إلى مرادي وانتهيت ، ورحلت عن عالم المحدود واختفيت ،
وتركت رسالة بها اعتراف خطير ، قلت لكي سابقاً : ( أنتي أميرة ) ،
لكن للأسف كاذب ( أنتي حقيرة ) ، خنت نفسك وعرضك وشرفك ، وأصبحت بعد عزك كسيرة ..
يا أجمل ضحية ، تدرين ما هو أساس القضية ؟
لو قطعتي حبل الحب قبل الشيطان في الدم يسري ، لفشلت وأسميتك ( الفتاة الذكية )
الضحية تجرجر في ثياب عارها وفضيحتها ، أما هو فيبدأ بالبحث عن غبية جديدة ..
فهل من يقظة أيتها الفتاة المسلمة ؟