كم تقلبت .. وكم فكرت وطال تفكيري بتلك الأخت الغالية ..
التي سيسكن قصرها غيرها ويستمتع بفرشها غيرها .. وسيأمر خدمها غيرها ..
تلك الفتاة التي ما قصر عنها ربها ..
أنعم عليها بسمعها وبصرها .. وأكمل لها حسنها وخلقها
ثم أمرها بما ينفعها ونهاها عما يضرها ..
زين جنته لنزولها .. أمر ببناء قصرها .. وأجرى من تحته أنهارها .. و أنبت على شواطئها أشجارها ..
الولدان والخلدان ينتظرونها .. والملائكة الكرام حافين بالقصر يرتقبونها ..
فسبحان من أمرهم بالسلام عليها حتى إلى قصرها يزفونها ..
نعم .. هم ملائكة خلقوا من نور وهي من طين ولكن أمرهم سبحانه أن يتهيئوا يرتقبونها ..
التاج لها أعد .. والموائد بكل ما تشتهيه تمتد ..
فإذا بالضعيفة المسكينة تتنكب عن سبيلها .. وتقوم خصمة لربها ..
كشفت الزينة التي أمرت بسترها .. واستمعت الأغاني التي أمرت بهجرها ..
ربها ينظر إليها ويحلم .. ويزيدها من النعيم ويكرم ..
فإذا بها تغتر بستره عليها ..
لبست البنطال .. وتشبهت بالرجال .. فحلت لعائنه عليها ..
باعت حرير الجنان بعباءة رخيصة على كتفها .. فيا خسرانها ..
فاستحقت بعصيانها بدلاً عن الجنة نارا .. وعن أساور الذهب قيودا وأغلالا ..
ومن شراب السلسبيل حمما من الصديد وماء يشوي الوجوه " جزاء وفاقا " ..
" وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "
فلو رأيتها بعد ذلك الكبر والغرور وهي تحشر على وجهها يوم البعث والنشور ..
تحشر مع من أحبتهم وتشبهت بهم من الغرب أهل الطرب والتبرج والتفسخ والسفور ..
فما أذلها وأحقرها حينئذ ، قال ربنا جل وعلا " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون " ..
يا معشر النساء الغاليات .. من نساء وفتيات ..
رسولنا صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم يقول " أقل ساكني الجنة النساء "
فهلا كنت مع القليل ؟! .. لكن كيف ؟! ..
يقول عليه الصلاة والسلام فيما معناه " أطلعني ربي على النار، فاطلعت ، فرأيتها تأكل بعضها بعضاً ، ورأيت النساء هن أكثر أهل النار "
لكـــن ……........... من سكــــن في قصــــر تلك الفتاة الضعيفة التي غرها ستر الله عليها فدخلت النار ؟!
أنشأ الله خلقاً جديدا ما وطئت أقدامهن الأرض حتى يسكنون مكان تلك المسكينة الضعيفة
أنشأ الله ذلك الخلق وأبدعه ! .. وأعلا مكانهن ورفعه !
كيــف يا رب وصفهــــن ؟؟؟!
" كأنهن الياقوت والمرجان "
تلك التي حلت مكان المسكينة كيف وصفها يا ترى ؟؟
وصفها ، أقض مضاجع المشتاقين .. فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون
وصفها .. أضمأ هواجر العاشقين .. فأصبحوا صائمين .. وأمسوا قائمين
يقدمون أرواتقى اللهم وأنفسهم وأموالهم مهراً لها وهم مستبشرون !
غادة ذات دلال ومرح … يجد الناعت فيها ما اقترح
خُلقت من كل شيء حسن … طيبٍ ولّيت فيها مضطرح
زانها الله بوجه جمّعت … فيه أوصاف غريبات المُلح
وبعينٍ كحلها من غنجها … وبخدٍ مسكه فيه رشح
ناعم تجري على صفحته … نظرة الملك ولألاء الفرح
ليــس هــذا فحســـــب !!
بل تولّد نور النور من نور وجهها … ومازج طيب الطيب من خالص العطرِ
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى … لأعشبت الأحجار من غيرما قطرِ
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته … كغصن من الريحان ذي ورق خضرِ
ولو بسقت في البحر شهد لعابها .. لطاب لأهل البر شرب من البحرِ
هل يعقل أن يفرط فيها عاقل وهي بهذه الصفات !!
وهل تعتقدين أخية أن من كانت بهذه الصفات يمكن أن تغار أي مخلوقة كائنة من كانت !!
تعالي نتعرض إلى نسمات من صفاتها !!
كيف عطرها !! ..
يا من غرّكِ إبليس .. فخرجت متعطرة " ما من امرأة تعطرت فخرجت فوجد ريحها الرجال إلا وهي زانية " تكتب عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله لا يخلف وعد رسله ..
عطـــرها .. كيف بذلك العطــــــر !!
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيح " لو أن امرأة من أهل الجنة اطّلعت وفي لفظ " أرشفت " على الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحا "
أي عطر الذي ينفث من السماء .. ويملأ السماء والأرض .. !!
ما من طائر إلا ويستبشر وينشرح صدره بتلك الرائحة ..
وما من دابة تدب على الأرض إلا وتشغلها تلك الرائحة ..
أي عطر ينفث من السماء إلى الأرض !!
والريح مسك والجسوم نواعم .. واللون كالياقوت والمرجان
كيف بالله عينها ! .. كيف أبدعها صانعها سبحانه ..
كيف عينها .. وكيف خدها ..
حمرة الخدود تغورهن لأآآلئن .. سود العيون فواتر الأجفان
أما ذلك الشهد الذي حواه ثغرها فيقول عليه الصلاة والسلام ( لو بسقت في البحر المالح الأجاج لصار عذبا فراتا بإذن الله )
أما خلقـــــــــــهـــــــــــا
كملت خلائقها وأكمل حسنها .. كالبدر ليل الست بعد ثمانِ
أما وجهها فلا تسألي عن وجهها !!
والشمس تجري في محاسن وجهها .. والليل تحت ذوائب الأغصانِ
والشفاه .. وذلك الثغـــــــر
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها .. فيضيء سقف القصر بالجدرانِ