اندهش الطفل الصغير من هذا الصوت الذي سمعه لأول مرة
يداعب أذنه.....
حينما وضع ساعة أبيه الكبيرة على أذنه المنمنمة؛ فدقاتها المتلاحقة كانت
حقا مثيرة لفضوله,
وما كان منه إلا أن فغر فاه وحدق بعينيه الصغيرتين في حيرة
طفولية ساذجة..وراح ينظر إلى
الساعة تارة ويضعها على أذنه تارة أخرى محاولا
استكشاف هذا السر العجيب, متسائلا في...
نفسه: ترى! ما هذا الصوت المنبعث من
ساعة أبي؟!!ولما لم يجد الصغير لسؤاله إجابة عند
نفسه طار في خفة لأبيه
لعله يجد لديه الخبر اليقين الذي به يشتفي من إلحاح تساؤلاته,
وقال لأبيه: يا أبي,
استمع لهذا الصوت الذي وجدته في ساعتك. يا أبي ما هذا الذي بداخلها؟!!!!!!!!!!؟
فجاءت
إجابة الأب على قدر ما هي بسيطة إلا أنها كانت مفاجأة للصغير؛ حيث قال له أبوه
^
^
"يا
بني: هذه سوسة تأكل في عمرنا !!!!" ......
ينبغي لمن بلغ عمره ربع قرن من الزمن - أو أقل أو أكثر - أن يتسائل: أين ذهب مني
ربع قرن؟
وهل بقى لي مثله فأعوض فيه ما فاتني؟
سأعمل ما ينفعني غدا عند ربي قبل أن تأتي السوسة على ما تبقى من أجلي.