النقاد اعتبروا رأي الزعيم "شخصي"
الفن المصري.. مهنة سيئة السمعة
سيد خطاب: ملكة الاغراء لم تقدم بوسة واحدة
ممدوح الليثي: الرجل اتكلم بصراحة
أبو شادي: لو مراتي اشتغلت فنانة سأتقبل أي شيء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألقي الفنان عادل امام حجراً في ماء الفن الراكد عندما أدلي بتصريحات في
حواره الأخير " ماعنديش ستات تشتغل في الفن".. "ماأحبش حد يبوس زي ما أنا
بأبوس"..كثيرون من أعداء الابداع تلقفوا تصريحات الزعيم ووضعوها تحت
عناوين "وشهد شاهد من أهلها" ليتاجروا بالفن الذي يرونه خارجا عن الأخلاق
واتهموه طوال الوقت بالفساد ووصل بهم الأمر لتحريمه "شاشتي"طرحت الاتهام
الذي يواجهه أهل الابداع.. فماذا قالوا:¼ د.سيد خطاب رئيس الرقابة علي
المصنفات الفنية يؤكد اننا بشكل عام نعاني من "الشيزوفرنيا" ما بين دور
الفن في المجتمع من ناحية وبين قناعاتنا الشخصية بالممارسات الاجتماعية
التي تمر بالفن نفسه. هذا بعيدا عن أن رأي الفنان عادل امام شخصي وله
احترامه.
وعن كون الفن اليوم سييء السمعة يقول: هناك ربط بين سلوك الفنان
الشخصي وسلوكه علي الشاشة.. وهناك خلط بين القناعات المجتمعية والقناعات
الشخصية.
فالبوس مثلا الذي قد يعتبره الفنان عادل امام شيئا من أشكال الاباحية
علي المستوي الشخصي وعلي مستوي أسرته والنطاق الاجتماعي الذي يتعامل به..
لا يحد من اختياراته كمبدع وكفنان.
في الفترة الأخيرة نلاحظ أن كثيراً من الفنانين لديهم معايير مزدوجة
في اختيارهم لأفلامهم وهذا في رأيي نتيجة لتخليهم عن التمسك بالحلم لبكرة
مما أفقدهم القدرة علي رؤية الأفق فالتصور الأساسي لكل مبدع ناجح انه يشير
للواقع.. وبالتالي رأينا الأفلام التي تصور العشوائيات وكأنها لا أمل
فيها.
وينسحب هذا أيضا علي الأفلام التي تتخصص في رصد علاقات الأزواج في غرف النوم التي أصبحت تجسد الشيزوفرنيا بكل صورها.
ويوضح د.خطاب ان هذه الازدواجية موجودة دائما وأبدا وفي كل الأحوال
الا في توقيتات خاصة وهي التي تتفق فيها قناعات المبدع الشخصية مع
اختياراته الفنية ففي الفترة التي قدمت فيها أفلام عاطف الطيب وأفلام
الواقعية الرائعة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات منذ سواق
الأتوبيس وحتي ليلة ساخنة.. فهذه الأعمال تجد ان هناك اتفاقا بين قناعات
الفنان الشخصية واختياراته التي تؤمن بدوره في المجتمع.
ويؤكد ان هناك معايير مغلوطة حيث أصبح تقييم الفن يتم بناء علي
القواعد الدينية والمجتمعية بعيدا عن المعايير الفنية نفسها ويشير الي ان
مجرد السؤال هل الفن حلال أو حرام يكشف ان هناك خللا في قياس معايير الفن
بالدين وبالتالي سيظهر الفن غير ملتصق بقضايا المجتمع ويعبر عنها بصورة
مشوهة.
كل هذا يبين عدم وعي الفنان بمجتمعه فبدور الفن فهند رستم قدمت علي
مدار أفلامها أشكال الاغراء رغم انها لم تقدم بوسة واحدة ولكن الأزمة
تعمقت لتكون القبلة علي سبيل المثال هي المفهوم للمشاعر.. وعندما يصبح
العري الجسدي التعبير الوحيد عن المشاعر ويعجز المبدعون عن ايجاد بديل فني
له للتعبير عن العشق.
ويوضح ان هناك خلطا بين تصوير الواقع والتعبير عنه.. فلو ان أحد المبدعين يبرر ذلك بتصوير الواقع فالواقع يظل أصدق منه.
وللأسف مجتمعنا اليوم أصبح يسير علي طرفي نقيض وتناسي المراحل الوسطية ففي مقابل التيارات المتشددة تجد ان الفنان يتخذ الطرف الآخر.
مسألة اختيار
¼ علي أبو شادي أكد انه طول عمرنا نتحدث عن أشياء صواب وخطأ وهناك قانون يحكم وليس صحيحا ان نضع الفن علي مائدة الشريعة ونحاكمه.
ويوضح ان الدين به شريعة وعقيدة.. العقيدة لا أحد يجادل فيها أما
التشريع فكما يقول الفقهاء أنتم أعلم بأمور دنياكم طول الوقت وعندما يوضع
الفن علي مائدة الحلال والحرام فان الاجابة ستكون خاطئة.
وعندما يتحدث الفنان عادل امام عن انه لايريد ان تعمل ابنته بالفن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فان الأمر قد يكون لأسباب بعيدة عن منطق الحلال أو الحرام في الفن.
ولا أعتقد أبدا ان الفنان عادل امام طرح القضية من منظور الحلال أو
الحرام فهو رجل يعمل بالفن منذ 50 عاما فهو بالتأكيد يقصد انه لا يريد أن
يعاني أبناؤه في مجال الفن ويبدو انه أخذ الموضوع من زاوية المذكر
والمؤنث.. وله الحق في ذلك فهذه مهنة وله حرية الاختيار.
وأذكر انني ذات مرة سألتني فنانة وأنا أدافع عن حق الفنان في أن يفعل
ما يشاء هل ترضي ذلك علي زوجتك؟ رددت عليها أرضي عليها ذلك اذا أنا قبلت
ان تعمل هي بالفن؟ فهذه المهنة لها حسناتها وسيئاتها.. فالمسألة في
النهاية اختيار ومن حق كل فنان أن يفعل ما يشاء.
¼ ويقول أبو شادي انه يعرف الفنان عادل امام جيدا وهو لن يتحدث أبدا
عن الحلال والحرام في الفن هو يتحدث دائما عما يليق وما لا يليق.. فيما
يجب وما لا يجب.
ويشير أبو شادي الي وجود فقهاء يفتون في الفن كل بما يهوي والشعراوي
قال: حلاله حلال وحرامه حرام والمسألة أشبه بأن نقيم مشروعاً طبياً
بمعايير الهندسة وقتها لن نحصل علي نتيجة صحيحة اطلاقا.
ويوضح أبو شادي انه لا يجب أبدا التعامل مع ما هو متخيل علي انه
حقيقي فالتمثيل محاكاة للواقع وليس الواقع نفسه فأحداث 40 سنة تظهر في
ساعتين علي الشاشة.
وأذكر عندما ذهبت لمنصة القضاء في قضية معالي زايد والراحل ممدوح
وافي قلت للقاضي ان القضية بسيطة.. فمعالي زايد التي أمامنا غير "جمالات"
التي ظهرت في الفيلم.
ويوضح أبو شادي أن هناك تيارات دينية متشددة حاولت في فترة من
الفترات ان تفرض ذوقها المرتبط بمعيار الحلال والحرام وهذا مرفوض تماما
لأنه تعامل مع الأمور بأسلوب مغلوط وهذا حق يراد به باطل.
حرية شخصية
¼ ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما يري ان هذا الرأي خاص بالفنان عادل
امام وليس لأحد أن يحجر عليه وفي رأيي انها حرية شخصية وليس مطلوبا منه أن
يكذب.. الرجل تحدث بصراحة عن رأيه في دخول ابنته التمثيل.
ويقول الليثي علينا أن نفرق بين حرية الانسان وحرية الفنان فعادل
امام كانسان يرفض ذلك والرجل لم يقل ان من تعمل بالفن قليلة الأدب ولكنه
قال انه لا يفضل ان تعمل ابنته بالفن.
ويضيف الليثي: أنا لو لدي أخت هارفض ان تمثل وهذا رأيي الشخصي وأنا
حر وليس معني ذلك ان الرجل تحدث في الحلال والحرام الأمر مختلف تماما.. هو
في قرارة نفسه لم يكذب ولكنه تحدث بصدق عما يستشعره كرجل وهذه حرية شخصية.
الكاتب الكبير يسري الجندي يؤكد علي حق الفنان عادل امام ان يختار ما يشاء وليس لأحد أن يحجر علي فكره.
ويوضح انه يجب التفرقة بين عادل امام الفنان وعادل امام الأب فهناك
فنانون كبار. يفصلون بين حياتهم الفنية بكل نجوميتها وأضوائها وحياتهم
الشخصية والعائلية ولهم كل الحق في ذلك.
ولا يري الجندي في ذلك أي ازدواجية لأن الأمر يخضع في النهاية
للاختيار بعيدا عن فرض رأي بعينه.. ويشير الي أن الرجل قد يكون نظر الي
الفن كمهنة شاقة وانه لا يريد لابنته أن تتحمل الصعاب في سبيل ذلك.
علي الجانب الآخر يؤكد الجندي اننا جميعا كمبدعين ضد الفن الرديء
الذي يتزايد يوما بعد آخر لكنه يشير في الوقت نفسه الي أن بعض التوجهات
والتيارات الأصولية الدينية المتزمتة استغلت حالة النكسة الثقافية التي
يعيشها العقل المصري وروجت لمبدأ الحلال والحرام مما يجعل البسطاء فريسة
لهؤلاء وخلق مناخا من الرجعية والايمان بالخرافات والدجل لافتا الي اننا
فوجئنا في الفترة الأخيرة بنائب اخواني تحت قبة البرلمان ينكر دور الفن
ويهاجم الفنانين.