تلاقت اعيننا رغم صعوبة التلاقى وباحت بما تعجز الكلمات عن وصفه... لم يكن بيننا من الاحاديث غير عبارات التحية والشكر اليومية التى يتبادلها الزملاء والزائرين
كنت قد سبقته الى هذا المكان بشهور قليلة خلالها كونت شعبية وقاعدة عريضة من الفة والمحبة بينى وبين الزملاء
كان يعزز ذلك ابتسامتى الدائمة التى اكتسب بها صدقة من الاخرين ...
كنت قد وضعت فى موضع تفاعلى بوظيفتى ادى لظهورى دائما ومعرفة الغائب والحاضر بى...... واتى هو ليشغل وظيفية شاغرة رشحته لها زميلة لى
وكأنه قد اذن ان لا تكون الوظيفة شاغرة بعد وجوده ولا قلبى فملائهم فى نفس الوقت....
كان دائما ما يأتى لمكتبى ليزور هذه الزميلة ويجلسا معا .... كانت دائما ماتعلق بأنه مثل ابنها ... كنت احس بواقع خطواته خارج غرفة مكتبى واحس بقدومه وكأن قلبى قد سبقه ليفرش له الطرقات ليخطو عليه....
فاشعر به وقد اتى ينتفض قلبى ويرتعش جسدى
وتسرى فى اوتارى حرارة حارقة.... لو كان جانبى شخص لهرب من شدتها ... وتتدفق الدماء الى وجنتى ...
ويجلس هو
عيناه لاتفارق خطواتى يضحك ويتحدث اليها يعلو صوته بكلمات كأنها رسائل موجهة الى ينصت الى احاديثى يرد بما لا تقوله شفتاه ... ينتهى وانتهى وكلانا لم ينبذ بكلمة من شفتاه
يرحل الى مكتبه ليسبقه قلبى ليفرش له الطرقات مرة اخرى ليخطو عليه........... و
يترك لى رائحة عطره تملاء المكان وتملاء رئتاى فأصير اتنفسه هو لا الهواء
ينتهى يومى ... واود البقاء لا اغادر ولا يغادر
اريد العمل حتى ولو بدون اجر لاظل معه فلا تفرقنا هذه الساعات وكان وقتى بالمنزل ما اطوله اشتكى لأمى طول الوقت وكابته ... لتقول لى كنتى تشتكين قصره وتتمنين الرجوع اليه...
استيقظ واكاد اكون لا انام انتظر ان يشق النهار خيوطه الاولى حتى ارتدى ملابسى واذهب لعملى حتى اراه.. وانير عيناى برؤيته يحرسنى فى طريقى عطره الدافىء ليخبرنى بانه معى ويحيطنى ولا يتركنى
والاقاه .. لالقى عليه تحية الصباح وتحيه عيناى وقلبى و يفعل هو كذلك
لاحظت اهتمامه وهرعه دائما لانهاء معاملات تخصه معى واطالة الوقت لجعلها فرصة
لتبادل الاحاديث كان اللسان يتحدث والعين والقلب فى احاديث اخرى لايعلمها الا كلانا
........... مدهش هذا الحب.... يأتى دائما بغتة فى المكان واللحظة الذين نتوقعهما اقل ....حتى اننا قلما نستقبله فى هيئة تليق به ..