أما أنت أخيـــــــــــــة ..
فمن المؤكد ولا يخالط قلبي شك ولا ريب أنك قد غرتي من هذه الحورية !!
ويحق لك ذلك !!
كيف لا تغارين .. ولو اجتمع نساء الدنيا كلهن على كفة بكل ما خلق الله فيهن من الزينة والجمال والحلي والقلائد
ثم أتينا بظفر من أولئك الحور ووضعناها في الكفة الثانية لطاش جمالهن كلهن !!
ولرجحت تلك القلامة من ظفرها !!
كيف لا تغارين .. وقد غارت قبلكن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ..
وقد أورد ذلك ابن القيم بما رواه الطبراني ..
تعالي أخيــــــــة ..
نخترق العصور راجعين إلى الوراء ..
ونخترق القرون .. ثم نأتي ونقف إلى تلك الغرفة !! .. وتلك الحجرة الصغيرة ..
حجرة محمد صلى الله عليه وسلم .. وهو قائم يصلي ..
وأم سلمة ترقبه .. في ظلمات الليل .. قائم يتهجد ..
وأم سلمة تنظر إلى نبينا عليه الصلاة والسلام !
ما الـــــــــذي حــــــــــــــــدث !!
قام النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ " إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا "
سكت النبي عليه الصلاة والسلام .. وصار يحرك شفتيه .. ويسأل الله من فضله
علمت أم سلمة !! .. وقف عند ( كواعب أترابا ) .. ثم دعا .. رجف قلبها
ما إن انتهى النبي من صلاته إلا وإذا بها تبادره .. وتسأله ..
يا رسول الله ما معنى " فيهن خيرات الحسان " !!
تسأله عن آيات أخرى .. فيجيبها ..
يا رسول الله ما معنى " عربا أترابا " .. فيجيبها ..
ثم سألت .. السؤال الذي تريد أن تصل إليه !!
قالت : يا رسول الله ( موضوع أشغلها ويحق لها أن يشغلها ذلك الموضوع )
قالت : يا رسول الله إن إحدانا اتقت الله عز وجل وخافت مقامه وسارعت إلى أمره وانتهت عند نهيئه أنحن خير أم الحور خير !!
( يعني هل نحن أجمل أم الحور أجمل ) !!!!!!
فتبسم عليه الصلاة والسلام .. وجهه كفلقة القمر ..
وإذا بها لحظات .. حاسمة .. تنتظر إجابة من تلك الشفاه ..
فإذا بي رسول الله يقول : ( لا يا أم سلمة ، لا بل نساء الدنيا خير ، بل نساء الدنيا خير )
فإذا بها تتهلّل أساير وجهها رضوان الله عليها !
فيفاجئها ( فضل إحداكن على إحداهن كفضل الظهارة على البطالة )
قال ( يا أم سلمة وهل تعلمين بما فضلتن عليهن بصلاتكن وقنوتكن وتقاكن لله عز وجل )
بهذه الخشية وهذا الحذر من مكر الله عز وجل وهذه المسارعة بالأعمال الصالحة بهذا تنال إحداكن هذه المنزلة
لكن هل تعلمين أخيــــــة ..
والله من سوف تدخل الجنة وتدخل تلك الجنان فإذا بالحور على ما ذكرنا وعلى ما ذكر من جمالهن الذي يسلب الألباب والعقول .. والله سوف تُبهر بجمال تلك الغالية !!
نعم أنت الغالية !!
أما قالت عائشة رضي الله عنها في النساء الطاهرات العفيفات المحتشمات المتقيات الداعيات لله أنهن يخاطبن الحور لما تتعجب وتعجب الحورية من هذا الجمال فتقول :
ما هذا الجمال ؟!!
فترد عليهن نساء الدنيا : نحن المصليات فما صليتن !
نحن القانتات .. كم تركنا من أشياء كانت محببة لقلوبنا !
كم صبرنا في الدنيا .. فما صبرتن !
نحن الصائمات .. فما صمتن !
فتغار تلك الحورية .. لكن من هي ؟ ..
لأجل هذا النعيم .. أعدت الصالحات العدة !!
لأجل تلك المنزلة .. وذلك الموقف .. وتلك الوقفة .. وتلك اللحظات .. أعدت الصالحات العدة !!
الصالحات .. لأن الصلاح لا يقيده عمر معين .. فمنهن من قد احدودب ظهرها .. وشاب شعرها .. ومنهن من قد غض عودها .. فالقاسم المشترك هنا هو الصلاح ..
هذه الفتاة التي حسبت حساب ذلك اليوم .. هي تستطيع أن تتفلت لكنها عن كل هذا تنزّهت !! .. وعزت وارتفعت ..
اسأليها .. لِم لَمْ تتفلّت ؟ .. لماذا متعاكسين ماعندك جوال ؟
قال لا والله عندي جوال
طيب ليش يعني من قلة الرجال ؟ قالت لا والله هم كثير
طيب ليش ما تسمعين أغاني ما عندك قيمة الشريط ؟ قالت عندي قيمة الشريط ولا أحتاج بحركة واحدة في الراديو أسمع أحدث الأغنيات
اسأليها لماذا ما تسمع إذن ؟!!
هي لم تسكن في الصحاري أو الأدغال أو البراري بل عاشت في نفس المكان الذي تعيش فيه الرخيصات المنهزمات المائلات المميلات اللاهثات وراء الشهوات اللاتي هن والله كالأطفال ما يميزون بين الحلوى والمخدرت !!
لكنها ..
حين اشتهين شيئا يفوق خيالهن .. وحين طمعن بشي لا تصل إليه عقولهن .. حفظت عرضها يوم دنّست وسلبت أعراضهن ..
" أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون "
ما أرادت أن تخسر .. علمت أن تلك النفس التي بين جنبيها غالية
كيف لا ..
وهي نفسها التي إما أن تنعم تعز وتكرم وليس ذلك إلا لمن خافت مقام ربها ونهت النفس عن الهوى
نهت النفس عن الهوى ..
إلا وسوف تعذب وتهان وفي درجات الجحيم تحرق بين حميم وآن .. فعزّت عليها نفسها أن تعذب
وتسقى الحميم .. وفي جهنم تتقلب .. فخططت كيف بالنعيم تظفر !!
وكيف بقصورهــــــــــــا تنهى وتأمر ..
وكيف إذا حشر الكثيرات علو وجههن .. كيف هي إلى الرحمن مع الوفد المكرم تحشر ..
وكيف إذا أخذ الناس كتبهم بالشمال .. كيف تأخذه باليمين .. والجنان تبشر !!
فعملت لذلك اليوم .. كل عمل مطلوب .. واجتنبت كل ( ما نهى الله عنه ولو كان مرغوب )
" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون "
هـــــذه الغاليـــــــــــــــــــة …
والله لو أعطيتيها وزنها ذهب على أن تخرج بعباءة على الكتف والله لا توافق !!
لأن نفسها عليها غالية ..
فالعفة والحياء والكرامة ما هي لكل أحد .. للغاليات فقط !!
لبست عباءتها على رأسها .. هي تعلم أن كل ما يجذب الأنظار فهو زينة ..
وكل ما كان في أصله زينه فلبسه حرام ..
سترت جميع بدنها .. امتثالا لأمر ربها
لكن كلنا نعلم .. وقليل منا سيعمل !!
فلما عملت كل هذا .. وتحشمت .. وصانت تلك الجوهرة
( وجزاهن بما صبروا جنة وحريرا )
حريرا .. ما الذي قال عنه .. الذي أحسن كل شي خلقه سبحانه
هذه الفتاة لما غطت وجهها عن غير محارمها ..
جعله الله نورا .. يشرق له ما بين السماء والأرض
" يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم "
صاغت أساور الذهب لكفيها التي ليست كذهب الدنيا .. فأعد الله لها تلك الأساور التي تسلب الألباب
لما لبست قفّازاتها .. وغطت كفيها وقدميها
المرأة كلها عورة .. وجهها وكفيها في الصلاة في عدم حضرة الأجانب يعني عند محارمها
انظري إلى الجـــــزاء من جنس العمـــــــل !!
قال الله تعالى " جنات عدن يدخلونها يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولبساهم فيها حرير "
حفظت لسانها .. ما اغتابت ولا أنمّت .. ولا تفحّشت .. ولا تغنجت عند غير زوجها
فقال تعالى " والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم لفروجهم حافظون "
ما هي النتيجة " ألئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون "
هذا ما أعده الله للصالحات ..
جنة عرضها الأرض والسماوات .. لما تركت نعق الناعقات .. والعلمانيين والعلمانيات ولم تكن إمعة من الإمعات ..
ولسان حالها يقول :
لست لكم غضوه عني طرفكم … من عاش بالقيعان تتعبه القمم
تخاطب تلك المسكينة التي طال تزينها أمام المرآة حتى تستميت لينظر إليها الشباب !!
لست لكم غضوه عني طرفكم … من عاش بالقيعان تتعبه القمم
لست لكم والله قدري فوقكم … ليس الغزال بقدره مثل الغنم
وانظري إلى المتحشمات تجدين أنهن قليل .. وقليل من عباده الشكور
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله
مكنونة ليست تُنال بنظرة .. من دونها بحر بعيد عن الرمم
الورد يذبل حين يكثر لمسه .. وتبقى اللأللأ غاية لألي الهمم