أنت لؤلؤة .. فكوني غاية .. لألي الهمم !!
لست الرخيصة التي هي قدركم .. تريد أن تذكر وحتى ولو بذم
راحت تضيع نفسها بنفسها .. راحت تكمل نقصها بما حرم
إحساسها بالنقص ضيع دربها .. فتخبطت كالطفل حين ينهزم
فذا يقبلها وذاك يهينها .. وذا يدنسها وجوداً كالعدم
أخيتي خذي نصيحت من علت .. همتها حتى علت فوق القمم
الله ربي لست أعبد غيره .. ولست إمعة أوجّه كالغنم
لابد أن يكون لك شخصية .. وهذه الشخصية لا بد أن توصلك إلى ما يعز قدرك هناك !!
أخيتي أنا عزتي مقرونة .. بشوق إلى الجنات وعظيم النعم
فأنوثتي ليست سبيل لفاسق .. لعري فلا جنة ولا ريح يشم
انظر العقـــــــــــل !
ولست أبيع حرير جنات بما هو دونها ..
ما يستطيع أن يقنعها الشيطان .. مثل ما ضمن كثيرات في حضيرة هناك !
ينظر إليها مثل العلم .. " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان "
ثم تقدم لك نصيحة ملؤها القلب .. حبرها الدم تقول :
سلي دعاة الشر ماذا قدموا .. لمن أطاعتهن غير الهم هم
نعقوا بمعسول الكلام فصدقت .. سُلبت لباس الطهر صاحت أين هم ؟
هل ينفعوها من سعوا لفسادها .. هل يحجبوها من عظيم ينتقم !
فستعلمين غداً إذا ما زلزلت .. من في الجنان ومن تقطعه الحمم
قصة حدثني بها أحد المشائخ ممن نثق فيه يقول :
هذه فتاة وهذا الشاب تواعدا على معصية الله .. على مرأى ومسمع من الله ..
فركبت معه في سيارته .. كانت ضحكات لكنها حذرة .. وقلوب وجلة .. خوفا من الناس .. وفي ظل أمن من رب الناس سبحانه ..
وبعد أن أقنعها بأنه قد شغف قلبه بحبها .. وأنه طار هيمان بها .. وقلبه مشتاق لها .. وساعده ثالثهما الشيطان ..
فوافقت بعد خوف وتردد .. بعد أن أقنعها أن السيارة لا تصلح للقاء .. لأن الناس حولنا والسيارات ..
فبعد الخوف والتردد والإلحاح وافقت لكن بشرط أن يذهب إلى مكان آمن لأنها كانت تحس بخوف !
مكان آمن لا يراهما فيه الناس .. فاستغل تلك المبادرة .. وقال مستهتراً وبحيلته متظاهرا بثقته قال ( مكان لا يرانا فيه الناس والله لأخذك إلى مكان " ثم تبرأ منه لسانه " والله لأخذك إلى مكان اللـــــه ما يرانا فيه " !!!!!
" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمله الظالمون "
الله ما يرانا فيه !!!!
انظر .. وانظري إلى أين أوصله الشيطان !!
ربما كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا .. يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه
( والله لأوديك المكان الله ما يرانا فيه ) !!
فسمعه من ؟ ……… سمعه اللــــــــــــه
جبار السماوات والأرض الذي يراه .. الذي حرك قلبه .. وأجرى دمائه ..
سمعه الجباااااار .. الذي خسف بقارون
سمعه الجبااار .. الذي أغرق فرعون
فأطلق لجبااار أوامره من فوق عرشه سبحانه ..
أوامره التي لا ترد .. ولا معقب لها ..
فإذا بمداهمة ليست كالمداهمات .. مداهمة تحركت من فوق السماوات ..
فإذا هي مداهمة لا تأخذ الأجساد .. بل تأخذ الأرواح
فلما استخفيا من الناس .. وأمن من مكر الله وتوارت عنهما أعين الناس ظنا أن لا رقيب
" وما كنتم تستكبرون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون "
لما خلعا ملابسه فإذا به يخر من طوله أوقف الله قلبه وعطل أركانه وأخرس لسانه فإذا به يخر منكبا على وجهه عليها
قامت تقلبه يمنة ويسرة .. تلمس نبضه .. تحس أنفاسه لا أنفاس ولا نبض
فإذا بها كالمجنونة .. صدمت بصعقة كصاعقة نزلت عليها من السماء ..
خرجت ونسيت نفسها عند الناس .. وهي تصرخ .. بعد أن مات وهي تقول :
( يقول ما يشوفه أخذ روحه .. يقول ما يشوفه أخذ روحه ) !!
" فلما أسفونا " أي لما أغضبونا " انتقمنا منهم أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا " أي يعجزونا " ساء ما يحكمون "
يقول سبحانه " فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق "
لكن كيف وجدت تلك النهاية .. بل كيف انتزعت الروووح .. وكبف انتزعها ذلك الملك وعلى أي حال صعدت روحه إلى السماء .. بل ماذا حكم عليه .. رب الأرض والسماء .. وكيف قابل منكر ونكير .. وكيف حاله الآن !!
وقد سالت العيون على الخدود ..
بل كيف به وقد عاث في أنفه وبطنه الدود .. وكيف سيقف .. مع هذه الخاتمة كيف وقفته .. أمام الجباااار للبطش الشديد ..
" إنا إلينا إيابهم ثم إنا علينا حسابهم "