موضوع الاحتفال بذكرى المولد النبوي
احتل مساحة أكبر مما ينبغي،
وما زال النقاش الساخن محتدما إلى يومنا هذا،
وأصبح السجال حوله ظاهرة سنوية مطردة،
إذ من المستحيل أن يمر شهر ربيع الأول دون إثارة الحديث حوله
فمؤيدوه يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي وسيلة لإحياء وتقوية مكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب أمته،
فيزدادون حب...ا له وتعلقا به واقتداء بهديه
أما مانعوه فيرون أنه بدعة مذمومة لم ترد عن سلفنا الصالح رحمهم الله.
قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ :
إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لا أصل لها , وتساءل سماحته أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عاش بعدما بعثه الله ثلاثًا وعشرين سنة نبيًا رسولاً، خلفاؤه الرّاشدون بعده والأئمة المهديون والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، هل عُرِف عن واحدٍ منهم أنّه عظَّم ليلةَ مولده أو أحياها بخطب وقصائد وقيل وقال ؟ .. إنَّ كلَّ هذا لم يرد عن نبيّنا ولا عَن أصحابه ولا عن من سار على نهجهم واقتفى أثرَهم.
وقال سماحته: إن الاحتفال بالمولد لا أعرِف له أصلًا في سنّة رسول الله، ولا أعرف لها أصلًا في منهج الخلفاء الراشدين ولا الأئمة المهديّين.
وقال سماحته» :
إنّ المؤمن دائمًا مقتدٍ برسول الله متأسٍّ به، سنةُ محمد تصحبه في كلِّ أوقاته، في سفره وفي إقامته، في ليله ونهاره، في مأكله ومشربه، في يقظتِه ومنامه، في كلِّ حركاتِه، في معتقده، في معاملاته، في كلّ تصرفاته وأحواله، فسنّة محمّد نصبَ عينيه دائمًا وأبدًا، لا يعمل ولا يترك ولا يتصرَّف إلا على منهجٍ من كتاب الله وسنّة محمّد،
أفمن كانت هذه صفاته يحتاج إلى ليلةٍ من الليالي ليُظهرَ فيها تلك المحبَّة،
ويظهر فيها تلك الموالاة، أقصائدُ تُلقى وخطب رنّانة تُقال هي عنوان المحبة؟!
وقد يقول هذه القصائد ويلقي تلك المحاضرات من ليس له علاقة بالسنة،
تراه بعد هذه الليلة لا يعرف سنّة رسول الله ولا يعمل بها.
فالمقصود أنّ سنّته هي الواجب الاتّباع،
والمسلم إذ يترك ما يترك إنّما هو بناءً على ما علِمه من السنّة،
فيأتي الأمرَ الذي شرعه الله ورسوله،
ويترك الأمرَ الذي لم يشرعه الله ورسوله،
ويعلم أنّ العبادات مبناها على الاتّباع لا على الابتداع،
فالاتّباع هو المطلوب، والابتداع ينأى المسلم بنفسه عنه.
واضاف :
إنّ ما نسمعه وما ينقَل لنا في كلِّ ليلة من اثني عشر من ربيع الأول
إنّما هذه الأمور تلقّاها الناس بعد القرون المفضّلة، ابتدعها من ابتدعها،
وقد يكون عن حسنِ قصد، لكنّها أمور مخالفة للشرع،
والمقصد لا يجعل الباطل حقًا، ولا يجعل البدعة سنّة؛ لأن العمل لا يقبله الله إلا إذا كان خالصًا لوجهه، وكان على وفق ما شرعه لنا نبيّنا .
- وعن موقف التصوّف من بعض الممارسات التي تشهدها الاحتفالات بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل ادعاء حضور الروح وغيرها من الممارسات توجّهنا بالسؤال للدكتور محمد أنور البكري أستاذ السيرة النبوية بجامعة طيبة سابقاً فأجاب:
أهل التصوّف الحقيقيون وأهل السلوك العالي يرفضون هذه الممارسات كلها ولا يقرّونها وهي لا تمتّ لأهل المولد ولا لأهل التصوّف بصلة،
وما يقام في بعض الدول العربية على سبيل الاختلاط واستعمال الأدوات الموسيقية والرقص، هذه ليست لها علاقة بالمولد،
وهذه الفرق يسمونها فرق الحشاشين، وهي تستغل فرصة المولد للمشاركة بهذه النشاطات والأعمال المنافية للدين والأخلاق والسلوك، أما أهل التصوّف الحقيقي وأهل السلوك العالي المعترف به عند أئمة المسلمين وفي مقدمتهم ابن تيمية فلا يقرّون ذلك.
ويقول الشيخ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع «الامين العام المساعد للمركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته»
ان الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم يكون باتباع هديه ،وتطبيق سنته قولا وعملا ،واتباع ماورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ،بان نفعل ما كان يفعله الرسول الكريم ،ولا نبتدع شيئا لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم .
وقال الشيخ الشايع :
لا ريب ان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ،وما سبقها من انعام الله تعالى على البشرية ،بمولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ووجوده في الانسانية حدث عظيم ،وامتنان جميل الى الله جل وعلا ،حصل به انقاذ العالمين من الانس والجن انقاذهم مما وصلوا اليه قبل بعثته عليه الصلاة والسلام من انحطاط وتدهور ،وبُعد عن الصراط المستقيم فلله الحمد والفضل .
،فمن أحب الله صادقا ،
اتبع سنته ويلزم هديه ،
وليحذر من ان يستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه ،
فيأتي حينئذ بأعمال تخالف مبتغى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
نقلاً عن جريدة المدينة السعودية