من سيرة الحسن بن علي من كتاب سيرة الخلفاء للسيوطي ص 139
وأخرج البيهقي وابن عساكر من طريق ابن المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال : أضاق الحسن علي ، وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف ، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين ، فأضاق إضاقة شديدة ، قال : فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكره نفسي ،ثم أمسكت ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال : كيف أنت يا حسن ؟فقلت :بخير يا أبتِ ، وشكوت إليه تأخر المال عني فقال: أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟ فقلت نعم يارسول الله فكيف أصنع ؟ فقال :قل : اللهم اقذف في قلبي رجاءك ، واقطع رجائي عمن سواك ،حتى لا أرجو أحداً غيرك . اللهم وما ضعفت عنه قوتي ، وقصّر عنه عملي ، ولم تنته إليه رغبتي ، ولم تبلغه مسألتي ، ولم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يارب العالمين .
قال : فالله ما ألححت بهأسبوعاً حتى بعث إلى معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف ،فقلت :الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، لا يخيب من دعاه ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام،فقال لي : يا حسن كيف أنت ؟ فقلت بخير يارسول الله ، وحدثته بحديثي ، فقال : يابني هكذا من رجا الخالق ولم يرج المخلوق.